قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، إنه لا يمكنه المصادقة على انضمام السويد بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، طالما أن البرلمان التركي لم يصدر قرارا بالموافقة على ذلك.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده في ختام قمة قادة دول مجموعة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي.
وأشار الرئيس التركي إلى مسار انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
وشدد أن “دول الاتحاد الأوروبي ماطلت تركيا طيلة 50 عاما وتواصل ذلك اليوم، سواء ماطلوا أو لم يماطلوا فتركيا تبقى تركيا وسنواصل مسيرنا”.
وأشار إلى لقائه رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل خلال قمة العشرين بالهند، مشددا أن مشيل لا يتفرد بالقرار الأوروبي حيال انضمام تركيا للاتحاد.
وأضاف: “بطبيعة الحال، فهو (ميشيل) يحاول اتخاذ قرار من خلال الاجتماع مع كافة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، دول الاتحاد الأوروبي ماطلت تركيا طيلة 50 عاما وتواصل ذلك اليوم، سواء ماطلوا أو لم يماطلوا فتركيا تبقى تركيا وسنواصل مسيرنا”.
في سياق آخر لفت أردوغان إلى إجرائه لقاءا قصيرا مع نظيره الأمريكي جو بايدن تباحثا فيه ملف بيع الولايات المتحدة مقاتلات “إف 16” لتركيا، وتحديث أخرى ضمن الأسطول التركي.
وألمح أردوغان إلى تلكؤ الولايات المتحدة في ملف مقاتلات إف 16 وربطها بمصادقة تركيا أولا على عضوية السويد بحلف الناتو.
وأضاف: “هذا النهج يشعرنا بالأسف على نحو كبير، فنحن أيضا لدينا ما نجيب به عندما يطرحون علينا هذا الشأن، حيث إنكم (الأمريكيون) تتذرعون بالكونغرس في كل شيء، وأنا أيضا لدي الكونغرس المتمثل بتركيا باسم مجلس الأمة التركي الكبير (البرلمان)، فلا يمكنني المصادقة (على عضوية السويد بالناتو) طالما أن البرلمان التركي لم يصدر قرار بالموافقة على ذلك”.
وقال: “لست في موقع يسمح لي باتخاذ قرار كهذا بنفسي، فيجب أن يمرر أولا من البرلمان التركي، ويجب كذلك على السويد الإيفاء بالتزاماتها، وإذا لم تف بتلك الالتزامات ينبغي عليّ انتظار ما سيصدر عن البرلمان التركي”.
ووقعت تركيا مع السويد وفنلندا مذكرة ثلاثية بخصوص مكافحة الإرهاب، في قمة الناتو بالعاصمة الإسبانية مدريد في 28 يونيو/ حزيران 2022.
ومنتصف يوليو/ تموز استضافت العاصمة الليتوانية فيلنيوس اجتماعا ثلاثيا ضم الرئيس أردوغان، ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، وأمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ.
وعقب الاجتماع أكد بيان ثلاثي أن أنقرة ستحيل بروتوكولات انضمام السويد للحلف إلى البرلمان للتصديق عليه، وأن ستوكهولم ستدعم جهود إحياء عملية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
على صعيد آخر، تحدث الرئيس أردوغان عن العلاقات التركية الإماراتية، وقال إن العلاقات في وضع قوي.
وذكر أردوغان أنهم وقعوا 13 اتفاقية بقيمة تزيد على 50 مليار دولار خلال جولته الخليجية الأخيرة.
وقال: “مع هذه الاتفاقيات الـ 13، انتقل التعاون بين الإمارات العربية المتحدة وتركيا إلى نقطة أقوى بكثير ووصل إلى موقع متميز”.
ولفت إلى لقائه رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على هامش قمة مجموعة العشرين في الهند.
وأضاف: “سنواصل هذه اللقاءات مستقبلا سواء على مستوى الرئيسين والوزراء في البلدين، وعلاقاتنا حاليا في وضع قوي”.
في سياق منفصل، تحدث الرئيس التركي عن ضرورة إصلاح مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وأهداف الهند حيال نيل عضوية في هذا المجلس.
وأضاف: “سنكون فخورين بوجود دولة مثل الهند هناك (بمجلس الأمن)، ولكنكم تعلمون أن العالم أكبر من 5 (الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي)”.
وتابع: “عندما نقول إن العالم أكبر من خمسة فإننا لا نريد فقط لخمسة دول أن تتربع هنا (في مجلس الأمن الدولي) وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا”.
وجدد مقترح تركيا في هذا الإطار برفع عدد الأعضاء الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إلى 20 عضوا على أساس دوري.
وأشار إلى أن جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وعددهم 195 دولة سيتاح لها بشكل دوري نيل عضوية مجلس الأمن الدولي.
وأعرب عن اعتقاده بن العالم أجمع سيكون سيرحب إذا ما نالت جميع الدول الأعضاء حاليا بالأمم المتحدة عضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي، دون أن تخضع للتمييز الدائم والمؤقت.