أصدر التحالف العربي الديمقراطي بياناً موجهاً إلى الشعب السوري بخصوص الأحداث التي يمر بها قطاع غزة والحرب الإسرائيلية غير المسبوقة على ساكنيه، ووحدة القضيتين السورية والفلسطينية.
وفيما يلي نص البيان كما صدر عن الهيئة التنفيذية للتحالف العربي الديمقراطي:
تدخل الحرب العدوانية الهمجية الإسرائيلية ضد الشعب الفسلطيني في غزة والضفة والقدس شهرها الثاني اليوم، دون أن يكون لدى المحتلّ رؤية تسعفه للتخلّص من الحقّ وأصحابه، سوى المزيد من الإبادة، والتهديد بالقنبلة النووية، مستفيداً من الدعم الغربي اللامحدود واللا أخلاقي لكافة السياسات التي انتهجها حتى الآن والتي تخالف القوانين الدولية.
السوريون وهم أهل الحق والأولى به بنضالهم التاريخي العظيم ضدّ المستبد والمحتل والعنصري بصوره المختلفة، لم يروا فلسطين في يومٍ من الأيام إلا ذلك الجزء الأصيل من بلادهم سورية، ولم يترددوا لحظة واحدة في دعم وتأييد غزّة في كفاحها المشروع رفضاً للاحتلال والفصل العنصري، كما فعلوا منذ أن اقتطعها الاستعمار كما اقتطع غيرها من خارطتهم لتبقى في ضميرهم ووجدانهم.
واليوم يدعو التحالف العربي الديموقراطي السوريين والسوريات إلى المزيد من التمسّك بمواقفهم، وإلى تكريس رؤيتهم التي لا يجوز أن يصيبها التشويش، حيال من أرادوا تثبيت الأسد حتى هذه اللحظة، وأصروا على أنه “الشيطان الذي يعرفون” الذي رأوا أنه لا بأس بأن يستمر بقتل الشعب السوري ويدّمر المدن والقرى فوق رؤوس أصحابها ويعتقل ويهجّر الملايين، انسجاماً مع سياساتهم التي طبقوها في السابق في فلسطين والجولان ونراهم ويراهم العالم وهم يحاولون إعادة تطبيقها من جديد، حيث صرّحوا بأنفسهم، صراحة، أنهم يتخذون من ارتكاباته بحق السوريين أنموذجاً ينفذونه على أهلنا في غزة.
وينظر التحالف إلى الانحراف السياسي في بوصلة حركة حماس وميلها نحو محور الشر في المنطقة، المكمّل للمحور الإسرائيلي، ونعني به محور إيران والأسد، وانخراط قادة حماس في مشروع مجرم الحرب قاسم سليماني، على أنه خيار سياسي خاطئ تماماً، عبّرنا ونعبّر كل مرة عن موقفنا الرافض له، إلا أن هذا الانحراف لم يستطع ثنينا عن التمسّك بدفاعنا عن الشعب الفلسطيني وحقّه في الحياة والاستقلال والحرية والتنمية، تماماً كما نطالب بحق السوريين في ذلك كله، ولهذا لم نُفاجأ بوقاحة تصريحات بعض متصدري المشهد الفلسطيني بأن حركتهم هي مع ما يسمونه زوراً محور “المقاومة” في سورية ولبنان واليمن والعراق، واصطفافهم صراحة مع إيران التي احتلت أربع عواصم عربية وهجّرت شعوبها بمن فيهم 13 مليون سوري، وقتلت أكثر من مليون مدني منهم. وتلك الفئة، ومثلها السلطة “الأمنية” في “رام الله” وكلُّ من شابهها من سماسرة القضايا العادلة، تُقدّم مصلحة نفعية صغيرة على مصير المنطقة وشعوبها العربية وفي مقدّمتهم شعب فلسطين في الداخل والشتات.
نحن، أولاً وأخيراً، مع الشعب الفلسطيني لا مع واجهاته السياسية، ونحن أدرى الناس بآلام هذا الشعب، فلدينا أيضاً “فلسطينات” كثيرة في مخيم الزعتري والهول والركبان وغيرها، ومجازر الروس والإيرانيين والأسد بحق شعبنا باتت أكثر من أن تعدّ أو تحصى، ولدينا معتقلونا وأسرانا ومغتصباتنا وأطفالنا القتلى بعشرات الآلاف.
ولسوف تبقى القضية الفلسطينية، في قناعتنا ويقيننا، قضية العرب المركزية، وهي توأم للقضية السورية مرتبطة بها ارتباطاً وثيقاً، فالمستهدَف واحد، والعدو واحد، وكما نشهد القصف الوحشي على غزة نشهد القصف ذاته وفي التوقيت ذاته على الشمال السوري ومدنه وبلداته، وسط صمت الأسد المتاجر بالعروبة والمقاومة على كل ما يجري في فلسطين.
إننا نتالم لألم الفلسطينيين ونساند بكل ما نقوى عليه قضيتهم التي هي جزء لا يتجزأ من قضيتنا السورية الساعية الى التحرّر من الاستعمار الداخلي والخارجي معا، ونتمنى ألا تُستَثمَر دماءُ شعبنا الفلسطيني في غزة، كورقة تفاوض في يد محور الشر أو غيره من الذين يصطادون على دماء الشعوب.
ونقول لشعبنا السوري إن هذا الضغط المسعور على هويتنا ووجودنا لن يزيدنا إلا إصراراً على مواصلة طريقنا ونضالنا ضدّ المستبد والفاسد والعنصري والمحتل وأذنابه ووكلائه في التراب العربي كله، مكرّرين الدعوة للمجتمع الدولي لتطبيق القرارات الدولية في سورية وفلسطين، ووقف مقتلة أهلنا في البلدين، وعدم تركهم ورقة سياسية في يد شُذّاذ الآفاق، وكما ترنو أعيننا إلى القدس المحتلة، نرى دمشقَ الآن قُدسَنا المحتلّة، أمّاً للمدن وحاضرة للعرب ومهداً للحضارة وموئلاً للآمال.