أعلن التحالف العربي الديموقراطي بالتعاون مع الهيئة السياسية في الرقة، ولواء ثوار الرقة، ميثاق الرقة الوطني.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر اليوم السبت، فيما يلي نصه:
إن الرقّة هي الجرح الدامي في خاصرة سورية، البركان الخامد، والخلاص الأول من براثن الجلاد، والضحية الأولى لإهمال الأشقاء، والتحول الدراماتيكي المهول من أول مدينة محررة إلى عاصمة للإرهاب في العالم! كيف لأهلها أن ينظروا إلى هذا العالم الذي وصمهم “كلهم” بالإرهاب وأذاقهم الأهوال لتطهير الكرة الأرضية من تنظيم ظلامي إرهابي لا مثيل له في التاريخ اختار أن تكون “الرقة” أرضاً وبشراً عنواناً له.
إن أهالي الرقة لا يستطيعون أن يروا، وهم يقفون على أطلال مدينتهم المدمّرة، إلا أن الإرهاب الذي دمّرهم قد استُبدل بإرهابٍ آخر. وبينما لا يزالون يبحثون تحت الركام عن أحبّتهم، تتناهش مدينتهم احتلالات عدّة؛ نظام الأسد المجرم، وتنظيم إرهابي عابر للحدود تمثّله “قسد” التي يقودها حزب العمال الكردستاني PKK، ومعه المليشيات الإيرانية، والجيش الروسي.
وحرصاُ من أبناء المحافظة، ريفاِ ومدينة، على الرجوع الى حالة الاستقرار والعيش السلمي المشترك التي عرفوا بها، فقد اتفقوا على ميثاق اجتماعي وطني لا يحيدون عنه تحت أي ظرف أو عنوان أو شعار، مهما طرأ من تغيّراتٍ على البيئة السكانية والجغرافية للمحافظة، وفقا للمحدّدات التالية:
تعتبر هذه المقدمة جزءاً لا يتجزأ من الميثاق الاجتماعي الوطني للمحافظة.
نظامُ الحوكمة في المحافظة يقرّه الدستور السوري الذي يتفق عليه جميع السوريين في المحافظات السورية كافة.
لا يحقّ لأحد من محافظة الرقة المطالبة بأي تكوين ينحو باتجاه الانفصال عن سورية الأم، بذرائع قبلية أو طائفية أو عرقية.
إن أبناء محافظة الرقة، الموقّعين على هذا الميثاق إنما يعبّرون من خلاله عن إيمانهم بوحدة الكلمة ووحدة المصير والمستقبل لمنطقتهم وأهليهم ووطنهم سورية، وقد تعاهدوا في ما بينهم على الثوابت الوطنية التالية:
أولاً: محافظة الرقة بمدنها وبلداتها وأريافها وسكانها جزءٌ لا يتجزأ من سورية الواحدة، يسري عليها ما يسري على بقية المحافظات السورية، تربطها بها علاقة الفرع بالأصل، تتعاضد مع أشقائها من السوريين أينما كانوا، وتقف معهم في كل حال كما يقفون معها في العسر أو في اليسر.
ثانياً: يرفض أبناء الرقة كافّة أشكال العنصرية والتطرف والعنف والإرهاب، سواء كان إرهاب دولة أو إرهاب ميليشيا، أو إرهاب تنظيمات عنصرية أو دينية ظلامية. ويطالبون بتسليم المحافظة لأهلها وتمكينهم من إدارتها ورعاية مصالح أهلها، وتمكينهم من محاربة التنظيمات الإرهابية، وتعويض المتضررين من كافة الإجراءات والقوانين الجائرة التي اتخذت بحقهم من جانب أي جهة كانت.
ثالثاً: يؤيّد أبناءُ الرقة المطالبة بالاعتراف الدستوري بالحقوق الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لكافّة أطياف الشعب السوري، على قاعدة المواطنة الكاملة، دون استثناء أو تمييز، وفق ما يتفق عليه الشعب السوري بإرادته الحرة، ضمن جمهورية سورية حرة موحدة ديموقراطية مدنية، بعيدا عن النعرات القومية والدينية، مع الاعتزاز بهويتها الحضارية واعتبارها جزءاً من العالم العربي والإسلامي والأسرة الدولية. والدولة التي يحلم بها أهالي الرقة هي دولة حرة ديموقراطية مدنية تعتمد المساواة لكل مواطنيها وتضمن المشاركة السياسية لهم، دون تمييز قومي أو مذهبي.
رابعاً: يلتزم أبناء الرقة بما يلتزم به بقية السوريين وبما ينص عليه القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان، وبالحفاظ على العلاقات التاريخية المميزة التي تحظى بها سورية مع دول الجوار، و مع العمق الاستراتيجي العربي لها، باعتبارها عامل استقرار وسلام في المنطقة. كما يلتزمون بالأمن الإقليمي والدولي، مع التمسك بالمطالبة بالحقوق السورية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
خامساً: يتبنى أبناء محافظة الرقة رؤية متطابقة حيال نظام الأسد والاحتلالات كافة، وهي رحيل النظام الاستبدادي وخروج المحتلين والميليشيات العنصرية والطائفية الإرهابية من سورية، مع كل من يتبع لهم أو يخدم أجنداتهم، مع تأكيدهم على أن الشرعية الوحيدة في هذه المنطقة هي لأبنائها وليس لأي قادم من خارج الحدود.
توافق على هذا الميثاق كلٌّ من التحالف العربي الديموقراطي ولواء ثوار الرقّة والهيئة السياسية لمحافظة الرقة، وهو مطروح أمام أهالي الرقة كافة، للتوقيع عليه وتبني ما ورد فيه والالتزام به، ليكون أمثولة لبقية المحافظات السورية.