خاص – عمر معروف
يطالعنا يومياً الكثير من غلمان الحداثة من المستثقفين ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي بأفكار غريبة تعكس نقص معرفي هائل على مستويات عدة بل ربما يكون هو تراكم جهل لا منتهي ولا مدرك أو مستدرك من يحمله ويحسبه الظمآن سقيا خير وماهو إلا سراب.
تأتي الأحداث الأخيرة في محافظة دير الزور وما امتدت إليه تلك الأحداث من بقعة جغرافية لتثير تساؤلات لدى الكثير من هذه الطبقة المذكورة أعلاه، بل تثير أيضاً أسئلة متجددة لديهم وعنهم في الطرف المقابل المطلع عملياً على تضاريس التاريخ للمنطقة بذاتها ( أقصد وادي الفرات السوري).
ومن ذات المنطقة والمنطلق لشرارة المواجهات الأخيرة بين العشائر وقسد في ريف دير الزور تقدح شرارات شر واستكبار توجه تهم الاستنقاص والاستهزاء ببيئة بشرية تعيش على ضفاف الفرات منذ الأزل.
وحقيقة التفسير واضحة في جهل هذه النخبة الموهومة بتفاصيل مواقع التواصل أو النخبة المستأجرة في قسد والتي تشارك شقيقتها الأولى ذات النقص المعرفي بالجغرافية البشرية ودورها في تشكيل الأمم.
يقول ألكسندر دوغين إن الجغرافية البشرية هي الثابت السياسي والتاريخ هو المتحرك السياسي الذي يعطي وجه الدولة.
وبالمناسبة فإن أهم ديمقراطيات العالم وأقدمها في بريطانيا ما زالت تحافظ بل تعتد بجغرافيتها البشرية وتشكيلاتها المجتمعية، وما حروب أوروبا بعد مؤتمر ويستفاليا إلا لتثبيت الجغرافيا البشرية للدول وضمان أمن وسلامة ذات الكتلة البشرية.
نضع بين يديكم خريطة للعشائر في اسكوتلندا.
اسكوتلاندا البلد الذي عارك إنكلترا وشاركها في ذات الوقت منجزات علمية وفتوحاً جغرافية وأسماء لامعة لا تنتهي.
ترى هل آدم سميث أو ديفيد هيوم أو جيمس واط كانوا من نفس هذه العشائر، وهل يعتبر مثقفونا هذا الانتماء سبة، وهل منع الانتماء العشائري في اسكوتلاندا مع الزي الرسمي وموسيقى القرب من التقدم ؟
سؤال برسم الإجابة المستثقفين وما هم عنه بعارفين.