باتت كلفة (المكدوس) مرهقة جداً لمعظم الأهالي في سوريا، وخاصة أصحاب الدخل المحدود، فراتب الموظف خلال شهر كامل لا يكفي لتأمين “مونة المكدوس”، لضعف القدرة الشرائية أمام غلاء مكوناته وبشكل خاص الجوز والزيت.
وقالت ربات بيوت في حماة، لصحيفة الوطن المقربة من النظام السوري، إن “المكدوس” في هذا الموسم لمن استطاع إليه سبيلاً، والقادر على تأمين حشوته. وأوضحن أن الوضع المادي لا يسمح بذلك، في هذه الظروف المعيشية الصعبة فأعباء المستلزمات المدرسية تكفي وتزيد.
بينما أكدت ربات بيوت أخريات أنهن حضَّرن المؤونة من هذه المادة بالحدود الدنيا، وقد كلفتهن المكدوسة الواحدة نحو 2500 ليرة.
وذكرت ربة أسرة مؤلفة من 3 أولاد، أنها اشترت 4 كيلوغرامات من الباذنجان المسلوق بسعر 12 ألف ليرة للكيلو، وكيلو فليفلة حمراء بسعر 30 ألف ليرة، ونصف كيلو جوز مكسر بـ40 ألف ليرة، ولترين من زيت الأونا بـ50 ألف ليرة، أي نحو 168 ألف ليرة لتمون 4 كيلوغرامات من المكدوس للشتاء.
وأوضحت أنها تدبرت ثمن ما اشترته لمونة هذا الموسم، من جمعية كانت اشتركت بها من أول العام مع زميلاتها في الوظيفة، واشترطت عليهن تسلمها بالشهر الثامن.
وتشهد أسعار معظم أنواع السلع والمواد الغذائية في سوريا كالخضراوات واللحوم والزيوت وغيرها ارتفاعات يومية، في ظل عدم قدرة كثير من العائلات على تأمين احتياجاتها، إضافةً إلى قلة فرص العمل، وضعف القدرة الشرائية للعملة المحلية المتدهورة أمام الدولار.
خلال النصف الثاني من شهر آب الجاري، ارتفع متوسط تكاليف المعيشة لعائلة مكونة من خمسة أفراد في سوريا إلى أكثر من 10.3 ملايين ليرة سورية، بعد أن كان في شهر تموز الفائت نحو 6.5 ملايين ليرة، في وقت لم يتجاوز متوسط الرواتب الـ 200 ألف ليرة، بحسب دراسة نشرتها جريدة قاسيون.