أصدرت الهيئة التنفيذية للتحالف العربي الديموقراطي بياناً اليوم الثلاثاء، عبرت من خلاله عن إدانتها لخطوة بعض الدول العربية في إعادة نظام بشار الأسد إلى جامعة الدولة العربية، بعد تجميد لعضويته على مدار 12 عاماً..
وقد استهجن البيان الصمت المريب عربياً ودولياً الذي رافق جرائم نظام الأسد بحق الشعب السوري، طيلة الأعوام الطويلة، معتبراً أن هذا الصمت هو بمثابة موقف يماثل مسيرة الأسد الإجرامية بحسب البيان..
وأكدت الهيئة التنفيذية على أن السابقة الأخلاقية والقانونية التي يريد المطبّعون مع نظام الأسد الدموي اليوم تمريرها في تاريخ الإنسانية لن تمرّ مروراً هيناً على الشعب السوري وشعوب العالم، مذكرة بمواقف الشعب السوري مع أخوانه العرب وغيرهم، مشيرة إلى تخاذل العديد من وسائل الإعلام العربية والدولية وتغافلها عن تغطية جرائم الأسد طيلة السنوات من عمر الثورة..
ونوه البيان إلى أن جميع المحاولات التي أرادت النيل من عزيمة الشعب السوري وثورته، أكان من قبل بعض الأنظمة العربية والدولية و”داعش” و”النصرة” وجميع الميليشيات الإيرانية وفي مقدمتها حزب الله اللبناني، وكذلك الـpkk وذراعه السوري PYD و”مسد” و”قسد”، ومواقف بعض المرتهنين وزاعمي المعارضة، لن يستطيع جميع هؤلاء من ثني الشعب السوري على الاستمرار لنيل حريته واسترجاع كرامته…
فيما يلي نص البيان حرفياً كما ورد:
بيان من التحالف العربي الديموقراطي حول إعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية
ينظر التحالف العربي الديموقراطي إلى مسيرة الصمت الدولي الطويلة التي رافقت جرائم بشار الأسد طيلة الأعوام الماضية على أنها تعكس موقفاً يماثل مسيرة الأسد الإجرامية، فالصمت على التهجير والذبح والتدمير والاعتقال والاغتصاب، ومن ثم الامتناع عن محاسبة مرتكبي ذلك كله، إنما هو مشاركة مباشرة فيه، كما يعتبر التغير في توجهات بعض الانظمة العربية التي ارتأت التطبيع مع الأسد كنوع من ”الواقعية السياسية“ مواقف صادمة لأهالي الشهداء وأهالي المعتقلين و 13 مليون مهجر بشكل قسري، فكيف إذا توّج ذلك كله أخيراً بإعادته إلى مقعد سورية في الجامعة العربية؟
إن السابقة الأخلاقية والقانونية التي يريد المطبّعون مع نظام الأسد الدموي اليوم تمريرها في تاريخ الإنسانية لن تمرّ مروراً هيناً على الشعب السوري وشعوب العالم، لما تنطوي عليه من ترسيخ وتمكين لفكر الجريمة والمجزرة والتواطؤ مع عصابة احتقرت كل القيم والأعراف والقوانين العربية والدولية، فضلاً عن استخدامها السلاح الكيماوي وإغراقها دول المنطقة بالمخدرات.
ويذكّر الشعب السوري الذي لم يقصّر يوماً مع إخوته العرب ولا مع أي محتاج مهما كان دينه ومذهبه أو اختلفت هويته وثقافته، مَن يسعون واهمين لإحياء جثة الأسد وبعثها من جديد، أن ثورة السوريين حين اندلعت في العام 2011 لم يكن معهم فيها أحدٌ لحظتها، ولكن ذلك لم يجعلهم يتراجعون عن مطالبهم المُحقّة مهما ساءت أحوالهم، ولهذا رفعوا هتافهم الأكثر شهرة وبلاغة ” يا الله مالنا غيرك يا الله“.
بل حتى وسائل الإعلام العربية والدولية التي تغافلت طويلاً عن تغطية ما كان يتعرّض له السوريون والسوريات من ظلم وبطش فضحت جرائم الأسد موثّقة على شاشاتها، وكثير من الدول العربية التي دعمت إعادة الأسد إلى الجامعة العربية، هي ذاتها من كانت تحذّر الجميع من أكاذيب عصابة الأسد بالقول ”لا تصدّقوهم“ من على منابر الأمم المتحدة. فماذا سيقولون اليوم؟
قبل هذه المحاولة التي نشهد فصلها الجديد اليوم من بعض النظم العربية الحاكمة، حاول تنظيم ”داعش الإرهابي“ مقاومة أحلام السوريين، وكذلك فعلت الميليشيات الإيرانية، ومن بعدها الغزاة الروس، والميليشيات الأجنبية الداعمة للأسد من ”حزب الله“ اللبناني إلى الفاطميين الأفغان و“العصائب“ العراقية وتنظيم PKK وواجهتاه ”قسد“ و“مسد“، وكل ذلك لم يجد نفعاً، ولن يغيّر شيئاً الآن اصطفاف المزيد من الداعملين للوحشية ورموزها.
تقرأ الجامعة العربية، ومن يشجّعون قرارها الأخير، التاريخَ قراءة خاطئة، وحين يتبيّن لهم ذلك قريباً، لن يكون الاعتذار من دماء أكثر من مليون شهيد سوري ومئات آلاف المعتقلين والمغيبين قسرياً في زنازيين ومعتقلات الأسد، وتشريد ملايين المدنيين من ديارهم كافياً، ونأمل أن يتدراكوا ما هم مقدمون عليه قبل فوات الأوان.
ويزيد من هُزال المواقف الحالية ارتفاعُ أصوات مُنكَرة تزعم أنها ”معارضة“ ترحّب بالتطبيع مع الأسد، لتعرض نفسها في سوق نخاسة لمن يود شراء تيارات وشخصيات ستشارك الأسد في مسرحية جديدة، وأصوات أخرى تفتح قنوات اتصال من تحت الطاولة مع ميليشيات PKK الإرهابية التي تدعو بدورها إلى التطبيع مع الأسد في مبادراتها التضليلية.
سيواصل السوريون والسوريات، لا باختيارهم وحسب، بل بالضرورة العلمية والتاريخية، نضالهم من أجل ”الحرية“، لأنها جوهر هذا العصر الذي نعيشه، والذي لا مكان فيه لنظام همجي مثل نظام الأسد ولا داعميه في طهران وموسكو ومن يحاول من دول المنطقة التقرّب منهما. وهم يعرفون اليوم من يييع حقوقهم المشروعة، وفي الوقت ذاته يثمّنون المواقف المشرّفة للدول التي لا تزال ترفض هذا النظام وتصرّ على محاسبته.
لا يستطيع أي طرف فاعل في الملف السوري، مهما كان حجمه ودوره، أن يفرض على السوريين نسيان مع فعله الأسد، والعودة إلى حظيرة العبودية التي كانت عليها سورية قبل الثورة. ولا شك لدينا أن المستقبل سيكون للذين دفعوا ثمنه غالياً، لا لأولئك الذين باعوا بلادهم لكل محتل من أجل البقاء إلى الأبد على كرسي حكم زائل وهم يتغنّون اليوم باحتلال إيران لأربع عواصم عربية تخلى عنها المطبّعون العرب، احتلال تحت شعارات شعوبية وطائفية يسمعونها بآذانهم ويتيحون لها الانتصار عليهم وهم راضخون مندفعون إلى الهزيمة بأيديهم وأرجلهم، بينما يعاني نظام خامنئي الاستبدادي محاولاً قمع ثورة لم تهدأ للشعوب الإيرانية التي رفضت الظلم وستنتصر عليه.
المجد لشهداء سورية والحرية للمعتقلين في سجون الأسد