عقد التحالف العربي الديموقراطي والحركة الوطنية السورية، اجتماعاً مع قيادة الجبهة الديموقراطية الشعبية الأحوازية، مساء أمس الجمعة، بهدف تعزيز العمل المشترك ووضع أطر للتعاون في المرحلة القادمة.
وخلال الاجتماع عرض ممثلو التحالف العربي الديموقراطي التدهور الكبير الذي تعانيه الدول العربية التي اجتاحتها إيران على المستوى الاقتصادي.
من جانبها، أشارت الحركة الوطنية السورية إلى ضرورة التمييز بين مشروع بسط النفوذ الإيراني بهدف استعادة الهيمنة الفارسية على العالم العربي، وبين الموقف الحقيقي للشيعة العرب الذين يعانون أكثر من غيرهم من ابتزاز نظام الولي الفقيه لهم ومن هدمه لبنية مؤسساتهم وتمزيقه لمجتمعاتهم.
فيما أكّدت قيادة الجبهة الديموقراطية الشعبية الأحوازية أن نضالها مستمر من أجل استعادة الدولة العربية الأحوازية المستقلة من الاحتلال إيران، بالإضافة لحقوق كافة الشعوب التي تخضع لهيمنة نظام طهران والحرس الثوري التابع له.
وشدد الحضور على أنه ورغم مرور قرابة مئة عام على القضية الأحوازية إلا أنها لا تزال حية في قلوب العرب الأحوازيين، وعلى أرض الواقع، حيث اندلعت خلال هذه الفترة أكثر من 50 انتفاضة أحوازية وصولاً إلى يومنا هذا.
واستمع المجتمعون إلى عرض لتطورات الانتفاضة في جبل العرب وساحة الكرامة في السويداء، وهبّة العشائر العربية في ريف دير الزور ضد سلطة الاحتلال التي تمثلها ميليشيات حزب العمال الكردستاني PKK الذي يختبئ خلف تسميات عديدة وفي حقيقة الأمر هو يعبّر عن مشروع إيران الذي تديره من جبل قنديل.
وأكد المجتمعون على أن المقاومة في السويداء وفي ريف دير الزور وفي الأحواز هي مقاومة لعدو مشترك واحد هو إيران وذيولها وحلفاؤها.
من جانب آخر، اتفق المجتمعون على تأسيس لجنة عمل مشتركة، لتنسيق المواقف السياسية والإعلامية، والسعي لتأسيس مؤتمر عربي موسّع يحضره ساسة ومفكرون من كافة أصقاع الوطن العربي لحشد القوى والوقوف في وجه المدّ الفارسي الذي يعيش أوقاتاً صعبة في ظل الانحسار الروسي بعد غزو بوتين لأوكرانيا، وبعد أن برهنت إيران على أنها لا تملك مشروعاً سوى هدم الدول التي يصل إليها نفوذها واستعباد مواطنيها.
وشدد المجتمعون على ضرورة التوجه بالخطاب إلى حكومات الدول العربية المتضررة من التمدّد الإيراني الذي يشكل خطراً داهماً يهدّد استمرار الحد الأدنى من الأمن القومي العربي، وهو المفهوم الذي بات على آخر قائمة اهتمامات النخب ودوائر صنع القرار.
وأكد التحالف العربي الديموقراطي أن المساحة المشتركة التي تجمعه مع القوى السياسية السورية والعربية إنما ينطلق فيها من كونه حركة تحرّر وتنوير، مستلهماً، دور العروبة التاريخي الذي لم يكن في يوم من الأيام موجّهاً ضد الآخر عرقياً أو عنصرياً، وإنما هدف إلى تحرير البشرية من الظلم والاضطهاد والتأسيس للمساواة بين الجميع. واليوم تحتاج سورية، كما تحتاج الأحواز، إلى مواطنيها كافة من مختلف الثقافات والمكونات لأنها كانت ولا تزال نسيجاً حضارياً واحداً يساند بعضها البعض الآخر، ويدافع كلٌ منها عن حقوق الآخر، كما أشار ممثلو الحركة الوطنية السورية.