اسمه مشتق من “الثريد العربي” أي ما يُثرد من الخبز في الطعام، من الأكلات التراثية التي تعبر عن كرم أهل “الدير”، له أنواع حسب المادة الأساسية التي يصنع منها إلى جانب اللحم والخبز.
“انتصار الجاسم” ربة منزل من أهالي “دير الزور” التي تحدثت عن أكلة “الثرود” المشهورة في محافظة “دير الزور”، وتقول: «تهتم ربات البيوت بتحضير المأكولات لأسرهن خاصة تلك الأكلات التراثية رغم صعوبة تحضيرها، كأكلة “الثرود” التي تتميز بمذاقها اللذيذ الذي ينسي تعب إعداد هذا الطبق وتحضيره، فهي من الأكلات التي نحرص في “دير الزور” على المحافظة عليها، ويطلق عليها الكثيرون اسم “المنسف الديري” تمييزاً له عن المنسف الذي تشتهر بإعداده البادية السورية، ونظراً لتواجد مواده الأولية بوفرة في المنطقة فلا توجد مشكلة في تحضيره دائماً على موائد الديريين، فهو يحتاج إلى “البامية” التي يجب أن تتميز بمواصفات معينة، كأن تكون من النوع كبير الحجم حيث لا يصلح “للثرود” النوع الصغير من “البامية”».
أغلب أهالي الدير يأكلون “الثرود” باليد، ويقدم إلى جانبها “الفليفلة” الحارة أو المخلل والبصل اليابس أو الأخضر إذا توافر، كذلك يقدم إلى جانبه اللبن أو ما يسمى باللهجة الديرية “الشنينة”
وتضيف: «”البامية” الخاصة بـ”الثرود” يطلق عليها الباعة في أسواق الخضار اسم “البامية الديرية”؛ حيث يصل طول قرنها الواحد إلى 7سم، كما أنها تتميز بغلاظتها وقطرها الواسع، حيث تبدو منتفخة من مختلف جوانبها بعكس “البامية” الصغيرة التي تبدو نحيفة وطولها لا يتجاوز 3سم، كما أن “الثرود” يحتاج إلى كمية كبيرة من لحم الضأن البلدي أي لحم الخروف الذي تشتهر به البادية وريف “دير الزور”، ويتميز بلحمه الطري حيث يحتاج “الثرود” لقطع لحم كبيرة نوعاً ما والمسمى “رأس العصفور”، لذلك يشترط فيه أن يكون اللحم طرياً طازجاً وليس من اللحم المثلج الذي يباع مغلفاً، وفي حال تم استخدام الأخير فلن يعطي المذاق والنكهة المعروفة “للثرود” كما هو حال لحم “العواس” البلدي، ومن المواد الأولية في تحضير “الثرود” أيضاً قطع الخبز (المقمر) الذي يحضر بطريقة خاصة من خلال تعريضه للنار قليلاً ليعطي نكهة مميزة».
وعن طريقة تحضير “الثرود” تتحدث السيدة “نجاح حنيش”، وتقول: «بعد شراء “البامية” من السوق تغسل بالماء وتزال عنها الأقماع بشكل مستقيم أو مخروطي وهو ما يدعى بالديري (التزرير)، وبعد ذلك تقلى بالسمن البلدي لمدة زمنية قليلة (أي نصف قلية) وتوضع جانباً لتحضر بعدها قطع اللحم الكبيرة ويضاف إليها بصلة مقطعة مع الملح والتوابل وتحمس على النار حتى ينتهي ماؤها ويذوب الدهن، ومن ثم تمرس البندورة (أي تعصر جيداً)، وهذه العملية تتم أثناء انتظار اللحم حتى يحمس، ويصفى عصير البندورة من البذور والقشور الناتجة عن عملية العصر، ويوضع فيها القليل من الملح وتترك جانباً، بعد ذلك يتم جلب الخبز المقطع إلى مربعات أو مستطيلات ويقلى بالزيت النباتي أو بالسمن البلدي ويصفى ويوضع على شكل طبقتين واحدة في أسفل الطبق، توضع فوقها “البامية” المطهوة مع مرق البندورة واللحم المسلوق، وفوقها توضع طبقة ثانية من قطع الخبز المقلية، وتضاف إليها البهارات المتنوعة مثل: “جوزة الطيب”، والكزبرة الخضراء أو اليابسة، والفلفل الأسود، مع بعض فصوص الثوم المقلية، ومنهم من يضيف إليها حبات “الصنوبر” كنوع من الزينة، ولزيادة المذاق اللذيذ للطعام، ليصبح بعد ذلك “الثرود” جاهزاً».
وتتابع: «أغلب أهالي الدير يأكلون “الثرود” باليد، ويقدم إلى جانبها “الفليفلة” الحارة أو المخلل والبصل اليابس أو الأخضر إذا توافر، كذلك يقدم إلى جانبه اللبن أو ما يسمى باللهجة الديرية “الشنينة”».
وعن أطباق “الثرود” الأخرى التي يتميز بها المطبخ الديري، تضيف: «لـ”ثرد اللحم” طعم خاص ونكهة أخرى في “دير الزور”، حيث إنه يتكون من “المرقة” ولحم الضأن أو البقر أو الإبل، أو الدجاج مع خبز الصاج، فبعد تقطيع اللحم إلى قطع متوسطة، يتم طبخها بالماء بعد إضافة الدهن والسمن العربي إلى أن تستوي أو ينضج اللحم، وبعدها يتم سلق “الرز” على حدة، وما أن يستوي “الرز”، حتى يوضع في صواني كبيرة وواسعة فوق أرغفة الخبز المفروشة على أرضية الصواني الكبيرة، ثم تفرش مادة اللحم الناضج فوقه، حيث يغطى “الرز” المفروش كاملاً بقطع اللحم، وقد تكون قطع اللحم هذه كبيرة، وقد تكون صغيرة، ثم نرش فوق اللحم كل أنواع “القلوبات”، ومنهم من يضع أيضاً حبات “الكمأة” المقطعة، ويتم تقديمها للضيوف، الذين يبدؤون الأكل بواسطة أياديهم اليمنى».
المصدر: وكالات